مدونة كــن جغرافي لكل دارس و مهتم بالجغرافيا مرحبا بك
ولعلّه يمكننا رسمَ مسيرة إبداعات وإنجازات المسلمين في علم الجغرافيا من خلال ثلاث مراحل:
وضع الفلك مستديرًا كاستدارة الكرة، أجوف دوَّارًا، والأرض مستديرة أيضًا ومصمتة في جوف الفلك"
لم ينكروا تكوير الأرض، ولا يُحفَظ لأحدٍ منهم في دفعه كلمةٌ، بل البراهين من القرآن والسُّنَّة قد جاءت بتكويرها، قال الله
: {يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ} [الزمر: 5]. وهذا أوضح بيانٍ في تكوير بعضها على بعض، مأخوذ من: كوَّر العمامة، وهو إدارتها، وهذا نصٌّ على تكوير الأرض..."[
وعن الخرائط التي رسمها الإدريسي يقول ول ديورانت: "وكانت هذه الخرائط أعظم ما أنتجه علم رسم الخرائط في العصور الوسطى، لم ترسم قبلها خرائط أتم منها، أو أدق، أو أوسع وأعظم تفصيلاً. وكان الإدريسي يجزم كما تجزم الكثرة الغالبة من علماء المسلمين بكريَّة الأرض، ويرى أن هذه حقيقة مُسلَّم بصحتها".
يُعدُّ المسلمون أول مَنْ وضع خطوط الطول وخطوط العرض على خريطة الكرة الأرضية، وقد وضعها العالم أبو علي المراكشي (ت 660هـ/ 1262م)؛ وذلك لكي يستدلَّ المسلمون على الساعات المتساوية في بقاع الأرض المختلفة للصلاة، كما وضع البيروني قاعدة حسابيَّة لتسطيح الكرة؛ أي نقل الخطوط والخرائط من الكرة إلى سطحٍ مسطَّح وبالعكس، وبهذا سهَّل رسم الخرائط الجغرافية[.
ثم يضيف لوبون: "وخريطة الإدريسي التي نشرتُ صورتها والتي اشتملت على منابع النيل والبحيرات الاستوائية الكبيرة -أي على هذه الأماكن التي لم يكتشفها الأوربيون إلا في العصر الحاضر- أكثرُ خرائطِه طرافةً، فهي تثبت أن معارف العرب في جغرافية إفريقيا أعظم مما ظُنَّ زمنًا طويلاً".
0 التعليقات:
إرسال تعليق